-A +A
عبدالرحمن محمد المطوع
الإخلاص والتفاني في كل مناحي الحياة، هما السر الغامض وراء نهضة الأمم وتطور الحضارات، ورغم أنه من الدعوات النبوية الشريفة الإتقان في العمل، إلا أن تناسي العمل بهذا النصح هو ما جعل أمتنا في ذيل الأمم وفقا لهذا المؤشر.
فتخيلوا لو أن موظفي مطاراتنا أخلصوا في عدالة توزيع مقاعد الانتظار، وأصبحت تدار بطريقة نزيهة بعيدا عن الوساطات الشخصية، رغم وجود حل تقني مجهز بالمطار لكن أهمل بداعي الحالات الطارئة.

ولو أن الأمور في كل المنشآت تسير من دون إرفاق خطابات الشفاعة لفلان أو علان، حتى في المرض نحتاج إلى من يخلص في عمله ويعرف أن هذه الحالة لا تستدعي حجز سرير لأسابيع لوجود حالات أخرى أهم تنتظر هذا السرير، أو السفر للعلاج بالخارج.
كل هذه الأمثلة وغيرها يغيب فيها إخلاص موظفين أو مسؤوليهم بمختلف مستوياتهم الإدارية، ويصبح صاحب المكانة الأحق في ذيل قائمة الاهتمام ومن هم أقل أهمية في أعلاها.
علينا التحلي بأخلاق المسلم في كامل التصرفات، فلا يجب أن نتراخى في أعمالنا بداعي أن زميلنا الأقل كفاءة أصبح رئيسا للدائرة كونه نسيب المدير، أو غيرنا يخرج من عمله مبكرا لمتابعة أعماله التجارية ونحن نخدم العملاء والمراجعين.
متى ما أخلصنا في العمل مع وجود النية الصادقة في تغيير حالنا لما هو أعلى جودة وأداء فسنصبح يوما ما ضمن الشعوب الأكثر تقدما، فلا ينقصنا سوى الهمة، وهي -الهمة- لا تعترف بالحجم، ففي النمل همة تكفي لفعل المعجزات.